تسجيل الدخول
  • English
  • اتصل بنا
  • خريطة الموقع
  • الأسئلة المتكررة

​اعتاد المواطنون من كافة المناطق الساحلية وعلى الأخص أثناء أشهر الصيف الحارة، أن ينتقلوا للعمل والعيش في الواحة الرملية في رأس الخيمة، حيث يعتنون بحدائق النخيل وأنظمة الري الخاص بهم.

وقد عاش غالب هؤلاء في مبانٍ من الطوب اللّبن ومنازل من سعف النخيل "عريش"، حيث لم يكن يستطيع بناء منازل من الحجارة لقضاء فترة الصيف سوى العائلات ميسورة الحال، ولم يتبق من تلك المباني سوى القليل جداً، مثل المنزلين الصيفيين القديمين في منطقة شمل، واللذان يعطيان فكرة هامة عن التراث في الحقبة الحديثة.

يعد "وادي البيح" أحد أكثر الصور الطبيعية المثيرة للإعجاب في إمارة رأس الخيمة، وهو وادي شديد الانحدار في الجبال، وقد خطّته مياه الأمطار المتدفقة على مدى ملايين السنين، وكوّنت هذه العملية منطقة مخروطية كبيرة من الحصى يصل عرضها إلى 20 كيلو متراً عند مخرج الوادي. وعند نهاية هذه المنطقة يوجد حزام أخضر خصب من حدائق النخيل التي نمت بسبب خصوبة الأرض المتشبعة بالمياه وتسمى هذه المنطقة "منطقة شمل" وقد كانت مغطاة لفترة طويلة بأشجار النخيل التي كانت مصدراً هاماً للطعام والمياه منذ العصور القديمة.

وفي داخل حدائق النخيل الوارفة، يوجد منزلين من المصايف القديمة التي بنيت في منطقة شمل من حجارة وطينة الوادي، يفصل بينهما بضع أمتار فقط، ولكل من هذين المنزلين نوافذ وماسك للرياح "برجيل"، وهو نظام راق من المنافذ المفتوحة والتي توجه حركة الهواء البارد من حدائق النخيل الظليلة إلى الغرفة للمساعدة في التهوية، وحيث بُنيت نوافذ كلا المنزلين بشكل أساسي في الجدران الشمالية، فقد شُيدت البراجيل في الجزء الجنوبي. يعمل التصميم الخاص لهذه المنازل على إبقاء أشعة الشمس خارج الغرف الداخلية.

وقد تم تصميم كل بناية بشكل مختلف عن الأخرى مع مراعاة نفس الفكرة الأساسية. المنزل الأول وهو الأكبر والأكثر إتقاناً وله شكل مستطيل، ومدخل مزود بدرج، وباب مزين بشكل خاص بإطار كأسنان المنشار وديكورات مركزية على شكل ورود تتقاطع في نسق جمالي. يحتوي كل منزل مصيفي من هذين المنزلين على حمام موصول بنظام تصريف، الحمام الموجود في المنزل الأول يقع داخل المبنى نفسه في الجزء الشرقي منه.

المنزل الثاني أصغر حجماً، مع حمام منفصل في الجزء الخلفي من المنزل ناحية الجنوب الشرقي. وفي حين يمكن الوصول أيضاً إلى منطقة المدخل من خلال عدة درجات إلا أنه لا يوجد أي ديكورات حول منطقة الباب على عكس المنزل الأول، وتتباين المنطقة البسيطة الواقعة خارج المنزل عن التصميم الداخلي. كما تضم الجدران منافذ عديدة، لأغراض العرض والتخزين، تغطي كافة جوانب الأجزاء الداخلية.