تسجيل الدخول
  • English
  • اتصل بنا
  • خريطة الموقع
  • الأسئلة المتكررة

يعد تل ضاية، الذي تحفّه مجموعة من الجبال شديدة الانحدار، منطقة خصبة جداً، وقد تمت سكناه منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد على أقل تقدير.

وقد كانت التلة ذات الشكل المخروطي والواقعة على حافة حدائق النخيل في أسفل الجبال بمثابة موقع دفاعي طبيعي عن الواحة، واستخدمت هذه التلة منذ عصور ما قبل التاريخ للسُكنى والتحصن على حد سواء.

وفي وقتنا الحاضر، تم تزيين الحصن بقلعة تم بناؤها في القرن التاسع عشر على أساسات قديمة مبنية منذ زمن طويل، ويعد هذا الحصن الواقع على قمة التلة هو الحصن الوحيد الذي ما يزال موجوداً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمكن من خلاله رؤية منظر خلاب لحدائق النخيل والبحر والجبال.

وباعتبارها آخر معقل للمقاومة فقد لعبت قلعة ضاية دورًا رائدًا أثناء الهجمات الإنجليزية في العام 1819 ضد قبائل رأس الخيمة. فعلى الرغم من أن القوات البريطانية استطاعت أن تحيط بالتلة إلا أنها لم تستطع أن تصل إلى الحصن نفسه بسبب شدة انحدار جوانبه، ما جعل من العسير تسلقه. وقد شعرت القبائل المدافعة بالأمان نسبياً من هجمات الغزاة البريطانيين كون قذائف المدافع العادية قاصرة عن الوصول إلى هذا الحصن على أعلى التلة. وقد تغير هذا الوضع عندما قرر الجيش البريطاني في نهاية المطاف أن يحرك أكبر مدافعه باتجاه قعر التل. وبعد رحلته الطويلة من السفينة مروراً بمستنقعات الأشجار، كانت قذيفتين فقط كفيلتين بإجبار القبائل المقاومة على الاستسلام.

وبعد بضع سنوات، تم بناء القلعة الحالية من الحجارة والطوب الطيني والملاط على بقايا الحصن القديم، كما أعيد ترميم الحصن بعناية في التسعينيات من القرن العشرين، حيث يمكن الآن دخوله من خلال سلالم تم إنشاؤها، ويوجد على مساحة الحصن الصغيرة بُرجين مواجهين لبعضهما البعض بينهما فناء صغير محاط بجدار. وقد استخدمت قلعة ضاية كحصن دفاعي قصير المدى أثناء الهجمات على الواحة. ولم يكن بالإمكان استخدام هذا الحصن كنقطة دفاع استراتيجية وذلك لافتقاره للمساحة الكافية علاوة على افتقاره لمصدر للمياه. فلم يكن ثمة خزان أرضي أو أي مورد مائي آخر في هذا البناء الدفاعي أو حوله. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم بناء حصن ثاني أكبر من الطوب الطيني، يقع في قعر التلة وقد استُخدم بمثابة سور يتيح لمن يعيش ويعمل في حدائق النخيل أن يلتجأ إليه مع أنعامه للدفاع عن أنفسهم في أوقات الخطر.

كما بُنيت أبراج مراقبة منفردة في حدائق النخيل نفسها ساعدت على تأمين وحماية المنطقة، وقد ضمن الاستخدام التكاملي للتحصينات الثلاثة، الحصن على قمة الجبل والسور وبرج المراقبة، الدفاع عن الواحة الخصبة التي تضم قلعة ضاية، وتعتبر تلك التحصينات خطاً دفاعياً معقداً لحماية السكان المنتشرين في الواحة.​